مناجاه صبحى صالح

إلهنا من نقصد وأنت المقصود - وإلى من نتوجه وأنت صاحب الكرم والجود - ومن الذى نسأله وأنت الرب
المعبود - يا من عليه يتوكل المتوكلون واليه يلجأ الخائفون - وبكرمه وجميل عوائده يتعلق الراجون
ولواسع عطائه وجزيل فضله تبسط الأيدى ويسأله السائلون - نسألك اللهم رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك
والنار - إلهنا ه ل فى الوجود رب سواك خير لى أم هل فى الملأ إله غيرك فيدعى أم هل من حاكم غيرك
فترفع به الشكوى - وإلى من نشتكى وأنت العليم القادر - وإلى من نلتجئ وأنت الكريم الساتر أم بمن نستنصر
وأنت المولى الناصر - أم بمن نستغيث وأنت المولى القاهر - من الذى يجبر كسرنا وأنت للقلوب جابر من
الذى يغفر ذنبنا وأنت الرحيم الغافر يا من هو عالم بالسرائر والضمائر - يا من هو الأول والآخر والظاهر
والباطن يا منتهى كل شكوى - يا سامع كل نجوى - يا أنيس المنقطعين - يا جليس الذاكرين - يا مجيب
دعوة المضطرين - يا من لا تبرمه ألسنة السائلين اللهم إليك قصدنا وبك أنزلنا فقرنا وحاجتنا فلا تخيب
رجائنا يا من عنت الوجوه لعظمته وذل كل شئ لقدرته واستسلم كل شئ لملكه - اللهم اجعلن ا ممن دعاك
فأجبته وتضرع إليك فرحمته وسألك فأعطيته وتوكل عليك فكفيته وإ لى دارك دار السلام أدنيته - وأنت ملاذنا
إذا ضاقت الحيل وملجؤنا إذا انقطع الأمل - يا من ليس معه رب يدعى - ولا ملك على السؤال يرجى - يا من
يزداد على السؤال إلا كرما وجودا - وعلى كثرة الحوائج إلا تفضيلا وإحسانا - اذقنا برد عفوك ولذة مناجاتك
وإجعلنا من قام بحقك - اللهم إنا قد تولينا صوم شهرك وقيامه على تقصير منا وقد أدينا فيه حقك قليلا من
كثير - ربنا ما شكرناك حق شكرك - ولا عبدناك حق عبادتك - وقد أنخنا ببابك سائلين عفوك طالبين رحمتك
فلا تردنا خائبين ولا من رحمتك أيسين - وبلغنا من خير الدنيا والآخرة ما نريد وعم ر بالتوبة خراب قلوبنا
وطهر بعفوك سائرنا من دنس عيوبنا - الله م رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا من
أمرنا كلمة لا إله إلا أنت اللهم يا من برحمته يستغيث المذنبون - ويامن إلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون
ويا من لخيفته ينتحب الخاطئون - يا أنس كل مستوحش غريب - ويا فرج كل مكروب كئيب - ويا غوث كل
مخذول فريد - ويا هضد كل محتاج طريد .
أنت الذى وسعت كل شئ رحمة وعلما . وانت الذى جعلت لكل مخلوق فى نعمك سهما .
وأنت الذى عفوه أعلى من عقابه . وأنت الذى تسعى رحمته أمام غضبه .
وأنت الذى عطاؤه أكثر من منعه . وأنت الذى إتسع الخلائق كلهم فى وسعه .
وأنت الذى لا يرغب فى جزاء من أعطاه. وأنت الذى لا يفرط فى عقاب من عصاه .
وأنا يا إلهى عبدك الذى أمرته بالدعاء فقال : لبيك وسعديك .
ها أنذا يارب مطروح بين يديك . أنا الذى أوقرت الخطايا ظهره .
وانا الذى أفنت الذنوب عمره . وانا الذى – بجهله – عصاك – ولم تكن أهلا منه لذاك .
هل أنت – يا إلهى – راحم من دعاك فأبلغ فى الدعاء ؟ أم أنت غافر لمن بكاك فأسرع فى البكاء ؟
أم أنت متجاوز عمن غفر لك وجهه تذللا ؟ أم أنت مغن من شكى إليك فقره توكلا ؟
إلهى لا تخيب من لا يجد معطيا غيرك – ولا تخذل من لا يستغنى عنك بأحد دونك
إلهى فصل على محمد وآله – ولا تعرض عنى – وقد أقبلت عليك .
ولا تحرمنى – وقد رغبت إليك – ولا بالرد – وقد إنتصبت بين يديك .
أنت الذى وصفت نفسك بالرحمة – فصل على محمد وآله – وإرحمنى
وأنت الذى سميت نفسك بالعفو – فاعف عنى
قد نرى يا إلهى فيض دمعى من خيفتك – ووجيب قلبى من خشيتك – وإنتفاض جوارحى من هيبتك
كل ذلك حياء منك لسوء عملى – ولذاك خمد صوتى عن الجأر إليك – وكل لسانى عن مناجاتك .
يا إلهى فلك الحمد – فكم من عائبة سترتها على فلم تفضحنى ؟
وكم من شائبة ألممت بها فلم تهتك عنى سترها ؟ ولم تقلدنى مكروه ولم تبد سوءاتها لمن يلتمس معائبى
من جبرتى – وحسدة نعمتك عندى – ثم لم ينهنى ذلك عن ان جريت إلى سوء ما عهدت منى .
فمن اجهل منى – يا إلهى – برشده ؟ ومن أغفل من عن حظه ؟
ومن أبعد منى عن إستصلاح نفسه ؟ حين أنفق ماأجريت على من رزقك فيما نهيتنى عنه من معصيتك ؟

No comments: